تعتبر جراحات العمود الفقري من أكثر العمليات الجراحية حساسية، حيث تثير قلق الكثيرين بشأن فترة التعافي والقدرة على العودة للحياة الطبيعية. سواء كانت العملية بسبب انزلاق غضروفي، أو تضيق في القناة الشوكية، أو الحاجة لتثبيت الفقرات، فإن نجاح الجراحة لا يكتمل إلا ببرنامج تأهيل وعلاج طبيعي مدروس.

في هذا المقال، نستعرض أشهر عمليات الظهر، ونكشف عن الدور الحيوي الذي يلعبه العلاج الطبيعي في مركز "ريهاب" لضمان أفضل النتائج.

ما هي أشهر جراحات العمود الفقري؟

يلجأ الأطباء للجراحة بعد استنفاد الحلول التحفظية، ومن أشهر هذه الجراحات:

استئصال القرص (Discectomy): تتم فيها إزالة جزء من الغضروف المنزلق الذي يضغط على العصب، وهي شائعة جدًا لعلاج آلام عرق النسا.

تثبيت الفقرات (Spinal Fusion): تهدف هذه العملية إلى دمج فقرتين أو أكثر معًا بشكل دائم لمنع الحركة المؤلمة بينهما، وتُستخدم في حالات عدم استقرار العمود الفقري أو الانزلاق الفقاري.

استئصال الصفيحة الفقرية (Laminectomy): يقوم الجراح بإزالة جزء من عظام الفقرة (الصفيحة) لتوسيع القناة الشوكية وتخفيف الضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب.

الجراحة هي البداية فقط.. مرحلة ما بعد العملية هي الأهم

يعتقد الكثيرون أن الشفاء يحدث بمجرد الخروج من غرفة العمليات، لكن الحقيقة أن الجسم يحتاج إلى مساعدة لاستعادة قوته ومرونته. وهنا يأتي الدور المحوري للعلاج الطبيعي. بدون تأهيل مناسب، قد يعاني المريض من ضعف العضلات، أو محدودية الحركة، أو حتى عودة الألم.

كيف يساهم العلاج الطبيعي في مركز "ريهاب" في نجاح رحلة شفائك؟

يبدأ برنامج العلاج الطبيعي عادة بعد فترة وجيزة من الجراحة، وأحيانًا من اليوم الأول. ويتم تصميم خطة علاجية مخصصة لكل مريض بناءً على نوع الجراحة وحالته الصحية. تشمل الخطة ما يلي:

المرحلة الأولى: التحكم في الألم والالتهاب (الأسبوع 1-4)

• استخدام وسائل علاجية متطورة مثل العلاج بالبرودة أو الحرارة، والتحفيز الكهربائي لتقليل الألم.
• تمارين بسيطة جدًا لتنشيط الدورة الدموية ومنع تكون الجلطات، مثل تحريك الكاحل والمشي لمسافات قصيرة جدًا.
• تعليم المريض الأوضاع الصحيحة للنوم والجلوس والوقوف لتجنب أي ضغط على منطقة الجراحة.

المرحلة الثانية: استعادة الحركة وتقوية العضلات (الأسبوع 4-12)

• البدء في تمارين إطالة لطيفة لزيادة مرونة العضلات المحيطة بالعمود الفقري.
• تمارين تقوية تدريجية لعضلات البطن والظهر العميقة، والتي تعمل كـ "حزام أمان طبيعي" للعمود الفقري.
• تمارين توازن لتحسين استقرار الجسم وزيادة الثقة أثناء الحركة.

المرحلة الثالثة: العودة الكاملة للوظيفة (بعد 3 أشهر)

• تصميم برنامج تدريبي يحاكي الأنشطة اليومية للمريض ومتطلبات عمله.
• تمارين وظيفية متقدمة لضمان قدرة المريض على الانحناء ورفع الأشياء بأمان.
• وضع خطة وقائية طويلة الأمد تتضمن تمارين منزلية ونصائح للحفاظ على صحة الظهر ومنع تكرار الإصابة.

الخاتمة:

إن قرار إجراء جراحة في الظهر هو خطوة كبيرة نحو التخلص من الألم المزمن. ولكن الاستثمار في برنامج علاج طبيعي متخصص في مركز "ريهاب" هو الضمان الحقيقي لتحويل هذه الخطوة إلى نجاح دائم وعودة آمنة لحياة مليئة بالحركة والنشاط. لا تجعل رحلة شفائك تتوقف عند باب غرفة العمليات، بل أكملها مع الخبراء الذين يفهمون جسدك واحتياجاتك.

هل أنت مستعد لبدء رحلة الشفاء؟ تواصل مع مركز "ريهاب" اليوم واحجز استشارتك.